القائمة الرئيسية

الصفحات

أطراف الجريمة المعلوماتية وماهية المجرم المعلوماتي

 




أطراف الجريمة المعلوماتية وماهية المجرم المعلوماتي

 

الفرع الأول: أطراف الجريمة المعلوماتية

للجريمة المعلوماتية كغيرها من الجرائم التقليدية أطراف وهم الجاني والمجني عليه إلا أن الجاني يختلف في هذه الجريمة عن الجريمة التقليدية وذلك بتوافر صفات معينة في هذا الجاني وهذا ما سنقوم بتوضيحه لاحقا.

المجني عليه في الجرائم المعلوماتية:

على الرغم من أن الشخص الذي يرتكب الجريمة هو شخص طبيعي إلا أن المجني عليه قد يكون طبيعي أو معنوي والغالبية العظمى هي معنوي. حيث ترتكب بحق مؤسسات أو شركات ضخمة والجرائم المرتكبة قد تقع على قطاعات مختلفة مثل بيئة الحاسب الآلي والإنترنت أو انتهاك حق المؤلف وذلك من خلال بيع حاسب آلي مقلد, وأخطر الجرائم المرتكبة هي الواقعة على المجال العسكري. [1] وقد تقع هذه الجرائم بحق الأشخاص الذين يحفظون أسرارهم التجارية وأعمالهم وشئونهم داخل حاسوب خاص بهم, وبالتالي يمكن الجزم بأن معظم المجني عليهم إما مؤسسات مالية أو شركات المعلومات وذلك بصرف النظر عن نوع هذه المعلومات أو قيمتها. [2]

دور المجني عليه في كبح الجريمة

في الغالب الأعم يكون دور الضحية في هذه الجرائم سلبيا إلى حد كبير حيث إذا تم ارتكاب جرائم معلوماتية في حقهم فهم لا يلجأون إلى الكشف عنها بل تبقى سرا وذلك خشية لسمعتهم أو للحفاظ على المركز المالي للشركة وسمعتها فباعتقادهم أن البوح بمثل هذه الأفعال يؤدي إلى ضعف في أمن الشركة وبالتالي عزوف العملاء عن التعامل مع هذه الشركة. [3]

 

الفرع الثاني: ماهية المجرم المعلوماتي

الفاعل في الجريمة المعلوماتية:

هو ذلك الشخص الطبيعي الذي لديه كشرط أساسي الخبرة والمعرفة في آليات التشغيل والتعامل مع تقنية الحاسب الآلي وهنا لا يشترط أن تكون هذه المعرفة على مستوى رفيع بل يكفي أن تكون لديه خبرة تمكنه من ارتكاب جريمته[4], وهناك من عرفه بأنه الشخص الذي ينفذ أفعالا ونشاطات إجرامية وغير مشروعة باستخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي والإنترنت [5].

ووفقا لقواعد علم الإجرام فإن الفاعل في الجرائم التقنية يختلف عن الفاعل في الجرائم المعلوماتية:

‌أ-        إن الفاعل في الجرائم المعلوماتية يمتاز بالذكاء والفطنة.

‌ب-   الهدوء فهو يستعمل الوسائل التقنية الحديثة لارتكاب جريمته دون حاجة لاستخدام العنف لارتكاب جريمته[6]

‌ج-        الفاعل في الجرائم المعلوماتية محترف إذ يتطلب كثيرا من الدقة والتخصص لتنفيذ جريمته المعلوماتية وذلك للتغلب على التعقيدات التي أوجدها المتخصصون لحماية أنظمة الكمبيوتر.

‌د-          المجرم المعلوماتي متكيف اجتماعيا: إن مجرمي المعلوماتية هم أشخاص طبيعيون لهم علاقات اجتماعية جيدة بالآخرين وخير دليل أنهم يلجأون إلى ارتكاب جرائمهم عبر وسائط تكنولوجيا المعلومات في منأى عن الخلافات الاجتماعية التي قد تلحق بهم وحيث كلما زادت علاقاتهم الاجتماعية كلما زادت خطورتهم لما توافرت لديهم الشخصية الإجرامية. [7]

‌ه-     

وقد عمل الفقه على تقسيم الجاني إلى فئات وهم:

الفئة الأولى/ هواة مرتكبو جرائم المعلوماتية: أطلق محمد سلمي الشوا على هذه الفئة صغار توابع المعلوماتية وقام بتعريفهم بأنهم شباب مفتنون بالمعلوماتية والحاسبات الآلية. [8]

ومن الجانب القانوني هناك من يرى أن هؤلاء يقدمون خدمة للمعلوماتية من خلال إظهار نقاط الضعف وعيوب نظام الأمن المعلوماتي ولذلك هم في مرتبة أقل من المجرمين لأن سلوكهم بسيط ويتم من باب المغامرة وقليل ما يرتكبون أفعالا غير شريفة. [9]

وهم فئة صغار السن وهم يحاولون الدخول إلى المواقع إما عن طريق شبكة الإنترنت أو عن طريق شبكات محلية للحاسب الآلي وهم يستغلون بذلك التباعد الجغرافي.

وهذه هي الفئة الأقل خطورة إذ يرتكبون جرائمهم إما من غير إرادة تامة بالأضرار أو عن غير قصد. [10]

الفئة الثانية/ القراصنة: وتصنف هذه الفئة إلى قسمين :

1-  المبرمجون: من أصحاب الخبرة يهدفون إلى الدخول إلى الأنظمة المعلوماتية غير المسموح لهم بدخولها وكسر الحواجز الأمنية المحيطة بها.

2-  القراصنة الهواة (الهاكرز): وهذه الفئة ترى في اختراق الأنظمة الإلكترونية تحديا لقدراتهم، وهم يقومون بأعمالهم هذه لمجرد إظهار أنهم قادرون على اقتحام المواقع الأمنية أو لمجرد ترك بصماتهم التي تثبت وصولهم إلى تلك المواقع [11]

الفئة الثالثة/ العاملين في مجال الحاسب الآلي: وهذه الفئة تستغل عملها في هذا المجال فتقوم بارتكاب جرائم إما بحق المؤسسة التي يعملون لديها أو مؤسسات أخرى وذلك من خلال البيانات التي زودتها لهم وظيفتهم.

الفئة الرابعة/ فئة محترفو مرتكبو جرائم الحاسب: وهذه أخطر فئات المجرمين إذ يكون أغلبهم من المتخصصين في مجال الحاسب الآلي وهذه هي أخطر فئة تقوم بارتكاب الجرائم المعلوماتية. [12]

الفئة الخامسة/ مجرمو المعلوماتية أصحاب الآراء المتطرفة: تتكون هذه الفئة من الجماعات المتطرفة التي تتكون من مجموعة من الأشخاص لديهم معتقدات وأفكار يرغبون في فرض هذه الأفكار باللجوء إلى النشاط الإجرامي ويتركز نشاطهم من خلال استخدام العنف ضد الأشخاص من أجل لفت الأنظار إلى ما يدعون إليه .

الفئة السادسة/ مجرمو المعلوماتية في إطار الجريمة المنظمة: 

الجريمة المنظمة: تعبر عن مجتمع إجرامي يعمل خارج إطار الشعب والحكومة ويضم بين طياته آلاف المجرمين الذين يعملون وفقا للنظام بأعلى دقة وتعقيد ويصنعون لأنشطتهم الإجرامية الخطط ولهم أنظمة قانونية هم من يقومون بسنها ويصنعون أحكاما بالغة القوة على من يخرج عن قاموس الجماعة ويقومون بأنشطتهم الإجرامية بدقة مدروسة ويجنون من ورائهم الأموال الطائلة[13].



[1] جرائم تقنية نظم المعلومات/ جلال الزعبي-أسامة المناعمة/ ص777

[2] التزوير المعلوماتي للعلامة التجارية/ عامر الكسواني/ ص131

[3] جرائم تقنية نظم المعلومات/ جلال الزعبي-أسامة المناعمة/ ص78

[4] التزوير المعلوماتي للعلامة التجارية/ عامر الكسواني/ ص130

[5] الإنحراف والجريمة في عالم متغير/ منال عباس/ ص159

[6] جرائم تقنية نظم المعلومات/ جلال الزعبي-أسامة المناعمة/ ص772

[7] الإنحراف والجريمة في عالم متغير/ منال عباس/ ص167

[8] الإنحراف والجريمة في عالم متغير/ منال عباس/ ص115

[9] الجرائم المعلوماتية/ نهلا المومني/ ص81-82

[10] الإنحراف والجريمة في عالم متغير/ منال عباس/ ص161

[11] الجرائم المعلوماتية/ نهلا المومني/ ص83-84

 

[12] الإنحراف والجريمة في عالم متغير/ منال عباس/ ص161

[13] الجرائم المعلوماتية/ نهلا المومني/ ص85-86-87

 

تعليقات